ما بين أحلى الليالي والذكريات هاني شاكر يروي قصة حب ممزوجة بالأماني والآهات
كاتب الموضوع
رسالة
عـ ابوـاشـ تريكه ــق عضو
عدد الرسائل : 85 نشط العضو : تاريخ التسجيل : 27/12/2008
موضوع: ما بين أحلى الليالي والذكريات هاني شاكر يروي قصة حب ممزوجة بالأماني والآهات الخميس يناير 01, 2009 11:14 am
يروي لنا أمير الغناء العربي هاني شاكر في ألبومه الأخير قصة من قصص الحب الممزوجة بالفرح والألم والأحلام والحطام وهي قصة قديمة حديثة يكاد كل شاب أو فتاة يمر بها في مراحل حياته المختلفة وعبر أمير المشاعر هاني شاكر بكل صدق عن أحاسيس كل عاشق في كل مرحلة من مراحل هذه القصة.
القصة على الرغم من تعدد مشاهدها وتشابك أحداثها إلا أنها جسدت ببساطة قصة عاشقين بدأ لقائهما بابتسامة وحلم وانتهى بدمعة وألم.
بطل! الرواية شاب ملئ الحب قلبه لكنه خشي أن يصارح حبيبته بمشاعره خوفا من أن تصده وبطلة الرواية كانت تكن له ذات المشاعر في البداية ولكنها وكأي أنثى امتنعت حياء وكبرياء عن البوح بمشاعرها ولكنه وحينما أحس أنها ستهرب من بين يديه قرر أن يصارحها بالحقيقة فغنى لها (كل اللي داريته من سنين) معتذرا عن صمته طوال الفترة الماضية ويصارحها بحقيقة مشاعره وحبه الجارف لها، ويبدأ البطلان قصة حب جميلة يتبادلان فيها دفء المشاعر ولهيب الأشواق فيغنيان معا (أنا قلبي ليك) ليقطعا وعدا على أنفسهما بأن كل منهما للآخر مهما طال الزمن.
تمر الأيام ولا يكاد يمر يوم إلا ويجتمعان فيه يخططان لحياتهما ومستقبلهما وينتظران اليوم الموعد الذي يجمعهما فيه سقف واحد وفي يوم من الأيام تتأخر الحبيبة وتتغيب لأكثر من يوم فيبدأ القلق والخوف يساور البطل لا يدري كيف يتصرف ومع اقتراب الأسبوع من نهايته جن جنون البطل والشوق وصل منتهاه يذهب إلى المكان المعتاد فلا يجدها فجلس ينتظر وينتظر وعندما حل اليأس في نفسه مع الغروب وهم بالنهوض يجد حبيبته تطل من بعيد فيضحك منتشيا كطفل ويركض يزاحم الناس ويقفز على الكراسي ويمسك بيدي حبي! بته مشتاقا ومعاتبا وقبل أن تنطق بأي كلمة يقبل يديها ويغني لها وسط النا س (لو رحت بعيد أنا ببقى وحيد).
تعتذر البطلة عن غيابها لكنها ترفض أن توضح له الأسباب لكنها أخبرته أنها أتت اليوم لتدعوه يوم غد على .... وقبل أن تنطق كلمتها قاطعها البطل قائلا وكيف أنسى عيد ميلادك بالتأكيد سوف آتي غدا، يغادر كل منهما إلى منزله لكن دقائق اللقاء القليلة في هذا اليوم لم تكن كافية للبطل ليفرغ كل أشواقه اللي اتعبته طوال أيام الانتظار الماضية فما كان منه إلا أن اتصل هاتفيا مع حبيبته في المساء ليغني لها (لو حتسهر كل ليلة زي ما انت وعدتني .... لو وحشتك مرة واحدة ألف مرة وحشتني)
وينام الحبيب وهو يحلم بيوم غد وماذا عساه أن يقدم لحبيبته في هذا اليوم، استيقظ البطل باكرا ليعد نفسه والدقائق تمر عليه كالساعات ووصل إلى منزل محبوبته لكنه لم يتمكن من إيجادها فورا وسط زحمة الأصدقاء والناس فما كان منه إلا أن صعد على إحدى الكراسي وبدأ يغني لها (كل سنة وانت طيب ... كل ليلة عيد لقلبي طول ما قلبك جنب قلبي) ثم يقترب منها ويقدم لها هديته والتي كانت عبارة عن علبة حمراء صغيرة طلب منها فتحها، وحين فعلت وجدت سلسالا من الذهب معلقا فيه تعليقة ذهب نقشت فيه أحرف كل منهما ولم تد! ر البطلة ماذا تقول أو تفعل وخرجت منها كلمات مبعثرة تشكره فيها لكنه أخبرها أنه من يجب أن يشكرها فمعها قد عاش (أحلى الليالي معاك يا غالي عيشتهالي ) ومعها حس أحلى المعاني و.... فجأة يقطع أحد الأشخاص حديثهما ويبارك لها عيد ميلادها ويخبرها أنه قد تم تأكيد حجزها إلى لندن في الأسبوع المقبل
يقف البطل صامتا لا يقو على الكلام وعيونه مليئة بالتساؤلات وعلامات الاستفهام فتتدارك حبيبته الموقف لتخبره أنها ذاهبة لمدة شهرين لزيارة والدها المقيم في لندن وسوف تعود بعد ذلك، خفف هذا الكلام من دهشة ومخاوف البطل لكنه لم يستطع إخفاء ألمه وحزنه.
في يوم السفر وفي المطار يقف الحبيب بعيدا في إحد الزوايا يناظر حبيبته وهي ترتقي السلم مستعدة للرحيل ويركض إليها من بعيد يطلب منها ألا تتأخر عليه ورغما عنه تتساقط الدمعات من بين جفنيه ويغني لها (الحبيب إنت والهوى انت لو تغيب عن عيوني قلبي ليك انت ).
تسافر الحبيبة ويمضي شهر تلو الشهر تلو الشهر دون أن يرد أي اتصال أو خبر وفي الشهر السادس يأتي له أحد الأصدقاء وبيده جريدة أجنبية نشر فيها خبر زفاف حبيبته إلى أحد رجال الأعمال في لندن، يشد الجري! دة يطالع الصفحة دون أن يصدق يدقق في الصورة ، نعم هي حبيبته وذلك الذي ب جانبها وجهه مألوف لديه لكنه غير قادر على التركيز أطرافه ترتج والدموع حجبت عنه الرؤيا ،، ثم تذكر نعم إنه الشخص الذي شاهده في حفلة عيد الميلاد.
ما كان من البطل إلا أن رفع سماعة الهاتف واتصل على الرقم المدون في الجريدة ليسمع على الجهة الخط الآخر صوت حبيبته يبارك لها ويسألها (ما قولتش ليه من الأول لما انت ناوي تغيب مقولتيش ليه حتطول ما فيش بينا نصيب)
يحاول البطل أن يلملم جراحة مستعينا بالأيام حتى تنسيه لكنه لم يستطع أن يكف عن الذهاب إلى ذات المكان الذي كانا يلتقيان فيه كل يوم يحدق في النيل وفي الناس كل شيء كما هو باستثناء المقعد الخالي أمامه. استمر على عادته هذه سنتين وفي أحد الأيام وفيما كان جالسا يحدق في النجوم سمع وقع أقدام تمشي وتقف أمام طاولته، رداء أسود طويل كطول الليالي التي أمضاها يرفع بصره رويدا رويدا إلى أستقرت في عيون صاحب الرداء، تخيل له أنه يحلم فرك عينيه أكثر من مرة لكنها هي حبيبته، عرفها مباشرة رغم النحول الذي أصاب وجهها والخطوط السوداء التي تركتها الدموع على خديها، سألته عن أحواله وأخبرته أنها انفصلت عن زوجها بعدما اكتشفت خيانته وطلبت منه السماح ونس! يان ما مضى فما كان من البطل إلا أن يربت على كتفها ويخبرها (هو انا انسى لما جيت وجرحت فيه لما قلبك داس علي ..) ويسألها لماذا عادت لتزيد من عذابه .
ثم يمضي البطل تاركا حبيبته خلفه ويمشى وحيدا في ذات الطريق على شفتيه ابتسامة وفي عينيه دمعة، تتعاقب الصور في مخيلته حينما كان يمشي في ذات الممر مع حبيبته ويتذكر بمرار كل الوعود التي قطعت وكل العمر الذي ضاع في الهواء يحاول أن يفكر في شيء آخر فلا يستطيع يحاول أن يطرد كل هذه الذكريات لكنها تلاحقه في كل شارع لتسلب منه حياته، لقد اعتقد البطل في لحظة من اللحظات أن استطاع نسيان كل شيء لكنه اكتشف أن ما زال يذكر كل شيء وفي آخر الطريق يلتفت البطل إلى الوراء ليلقي آخر نظرة على حبيبته ويضحك باكيا من سخرية القدر فهناك عند أقدام حبيبته كان يعيش أحلى الليالي وهنا حيث يقف الآن يعيش مع ذكرياته وما بين أحلى الليالي والذكرات ممر طويل مليء بالأمنيات والآهات.
يسدل الستار وصوت البطل يغني (ذكرياتي بتطاردني وبتاخدني من طريقي ومن حياتي ،، ذكرياتي لسه عايشة لسه حايشة جوا أنفاسي آهاتي ، كل وعد وعدته لي كل حلم حلمنا بيه لسه فاكره يا حبيبي لسه فا! كره ومش ناسيه)
انسى إيه ولا إيه ولا ايه انسى قلبي لما جيت دقيت عليه
ما بين أحلى الليالي والذكريات هاني شاكر يروي قصة حب ممزوجة بالأماني والآهات